قصة مقتل عثمان بن عفان البداية والنهاية، هناك الكثير من الشخصيات التاريخية الإسلامية، التي أبرزت عظمة الإسلام والمسلمين، ومنهم قادة المسلمين وأولي الأمر منهم، أمثال: أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، والذين تولوا الخلافة الراشدة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، إذ تولى أمر المسلمين بعد مقتل عمر بن الخطاب، وكانت قصة مقتل عثمان بن عفان البداية والنهاية سبباً في اشتعال نار الفتنة.
سيرة عثمان بن عفان
عثمان بن عفان الأموي القرشي المكنى بأبو عبد الله من مواليد مكة المكرمة، ولد قبل الهجرة النبوية عام 47، أي بعد عام الفيل بست سنوات، وهو من الأشراف من سادة بني قريش، وقد أسلم في الثلاثينات من عمره.
وتولى عثمان بن عفان خلافة المسلمين بعد عمر بن الخطاب، فكان ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
قد يهمك: قصة عن بر الوالدين pdf للأطفال مختصرة جاهزة للطباعة
صفات عثمان بن عفان
عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يسجد لصنم، كما أنه لم يأتي الفواحش ولم يشرب الخمر قبل إسلامه، وكان من أشراف قريش وسادتهم، لهذا كانت لعثمان مكانة عظيمة عند أهل قريش، وكان محبوباً بسبب حكمته ورشده ورجاحة عقله، كما كان يتصف بالصفات التالية:
- جميل الوجه.
- لون بشرته يميل إلى السمرة (خمري).
- بشرته رقيقة وناعمة.
- لحيته كبيرة.
- شعره كثيف وطويل.
- كان متوسط الطول (ربعي).
- أنفه طويل وأرنبة أذنه متصلة.
- بشوش وكثير الابتسام.
- ذراعيه طويلتين.
- منفرج الساقين.
شاهد أيضاً: سيدنا عبدالله بن عباس وصفاته وفضائله واهم مواقفه ونبذة عنه
فضائل عثمان بن عفان
لم ينكر أحد من المؤرخين فضائل الصحابي الجليل عثمان بن عفان، التي سجلها التاريخ الإسلامي، وقد وردت جميعها في كتب رواة الحديث، وقد ذكرت هذه الكتب من فضائل عثمان بن عفان ما يلي:
- أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين.
- أحد المبشرين بالجنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أشبه الصحابة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام خلقاً.
- تستحي الملائكة من عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- ذو النورين لأنه تزوج بأم كلثوم ابنة الرسول، ومن بعد وفاتها تزوج بأختها رقية.
- بشره النبي بأنه سوف يموت شهيداً.
- جمع المصحف وأمر بنسخه وإرساله إلى الأمصار.
- أمر بتوسيع الحرمين وإنشاء ميناء جدة، للتسهيل على الحجاج.
مدة خلافة عثمان بن عفان
بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 23 هـ/ 644 م، اجتمع المسلمين وتشاوروا في أمر الخلافة، فأجمع الصحابة على اختيار عثمان بن عفان ليكون الخليفة الثالث.
وكان عمره في ذلك الوقت ثمانية وستين عاماً، وقد استمرت خلافة عثمان حتى عام 35 هـ/ 655م، أي حوالي اثني عشر سنة.
شاهد أيضاً: الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
أسباب مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
بعد تولي عثمان بن عفان بحوالي سبعة عشر سنة، ظهرت الفتنة التي كانت سبب أساسي في مقتله، بالإضافة إلى أسباب أخرى أدت إلى مقتله، ومنها:
- إحسان عثمان وعطائه لذوي القربى من أهله وذويه، فكان المسلمين يعتقدون أنه يعطيهم من بيت مال المسلمين.
- استبدال الأمراء والولاة بآخرين من أجل إنصاف الناس وإرضائهم، وذلك لكثرة شكوى الناس وتذمرهم من ولاة الأمر.
- عزل عمرو بن العاص وتعيين عبد الله بن أبي سرح، أغضب بن العاص والكثير من الناس في مصر.
- تعيين أقاربه ولاة أمر على الأمصار المختلفة، فكان عبد الله بن أبي سرح في مصر، ومعاوية في الشام.
قصة مقتل عثمان بن عفان البداية والنهاية
وردت قصة مقتل عثمان بن عفان في الكثير من الكتب والروايات التاريخية، ومنها كتاب البداية والنهاية الذي يعتبر من أضخم الأعمال التاريخية، وهو من تأليف حافظ ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي، وقد ذكر في قصة مقتل عثمان:
- قتل عثمان بن عفان يوم جمعة من السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، وكان التاريخ الثامن عشر من شهر ذي الحجة 18/12/35.
- وذلك في اليوم الأربعين من حصاره في منزله في المدينة المنورة، وكان عمره حينها حوالي اثنين وثمانين سنة.
- وكان رضي الله عنه خشي على الصحابة من بطش هؤلاء، فأمرهم بتركه يواجه هؤلاء بمفرده، حتى لا يتأذى أي منهم بسببه.
- وقد تمكن مجموعة من الخوارج من اقتحام منزله عند المغرب، وقاموا بقتله بعدة طعنات من سيوفهم.
فتنة مقتل عثمان بن عفان
فتنة مقتل عثمان بن عفان هي الفتنة الكبرى الأولى، والتي نشأت لعدة أسباب أججت غضب الخوارج، والتي جعلت هؤلاء يثورون على عثمان، ويقتلوه في منزله بعد حصار دام لمدة أربعين يوم، وقد كانت فتنة مقتل عثمان نقطة تحول في التاريخ الإسلامي:
- امتدت النزاعات والخلافات إلى عهد علي بن أبي طالب.
- وقد تسببت في توقف حملات الفتح الإسلامي، حيث انشغل المسلمين بقتال بعضهم.
- ظهور الخوارج وهي طائفة مذهبية جديدة، التي تطالب بالخروج على الحاكم.
- مقتل عدد كبير من الصحابة، أمثال: علي بن أبي طالب، ومن قبله عثمان بن عفان.
- تأسيس جماعة متطرفة على يد اليهودي عبد الله بن سبأ، والتي غالت في حب أهل البيت.
- انتهاء الخلافة الراشدة التي كانت تحكم بمبدأ الشورى.
مقتل عثمان بن عفان صحيح البخاري
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تنبأ لعثمان بن عفان بمحنة سوف تصيبه، وعليه أن يصبر على هذا البلاء، كما أخبره أنه سوف يموت شهيداً، فأصابه بلاء صبر عليه واحتمل، ثم نال الشهادة، وبشره الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة، وقد روى البخاري:
“عن أبي موسى رضي الله عنه قال : ” كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة … ثم استفتح رجل فقال لي : ( افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ) فإذا عثمان ، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله ، ثم قال : الله المستعان”.
شاهد أيضاً: من هو عدي بن ربيعة السيرة الذاتية وابرز المعلومات عنه
موقف الصحابة من مقتل عثمان رضي الله عنهم
زج بعض الشيعة والخارجين بروايات مغلوطة عن إجماع الصحابة على قتل عثمان بن عفان، وعن تحريضهم على الخروج عليه وقتله، لكن الصحابة وأبنائهم جميعاً أبرياء من مقتل عثمان، وقد قال النووي في ذلك:
“لم يشارك في قتله أحد من الصحابة، وإنما قتله همج ورعاع من غوغاء القبائل سفلة الأطراف والأراذل، تحزبوا وقصدوه من مصر، فعجز الصحابة الحاضرون عن دفع”.
دفن عثمان بن عفان رضي الله عنه
قيل في الطبري بأن عثمان بن عفان دفن بعد ثلاثة أيام من مقتله، فقد خرج مجموعة من أهله لدفنه بين المغرب والعشاء، وكان بهم خوف شديد من الأنصار، الذين جلسوا على الطريق وأرادوا نعش عثمان.
وقد صلى عليه جبير بن مطعم خارج البقيع، وكان معه الزبير وحكيم بن حزام والحسن وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم الأسلمي ومروان، وقاموا بدفن عثمان بجانب حائط في حش كوكب في المدينة المنورة.
كانت قصة مقتل عثمان بن عفان البداية والنهاية في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، وكان لها دور كبير في تحويل مسار التاريخ الإسلامي، وإنهاء الخلافة الراشدة، وذلك بسبب الخلافات والنزاعات ونشوء بعض الطوائف المعادية والخارجة.