لقد ذكر الله تعالى رحلة الشتاء والصيف في قرآنه الكريم، في سورة قريش، حيث كانت قريش تألف هذه الرحلة، ويألفها الناس أيضًا، وهي رحلة تجارة تجهزها قبيلة كريش كل عام في فصلي الشتاء والصيف، حيث شتاءًا إلى بلاد اليمن، وصيفًا إلى بلاد الشام.
آية رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ
- هي آية من سورة مكية، نزلت في سورة قريش حيث يقول الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم.
- لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ.
- فقد جاءت هذه الآية لذكر فضل رحلة الشتاء والصيف على أهل مكة، والنعم التي جاءت بها لهم.
- فبعد أن كانوا فقراء فأصبحوا بها أغنياء.
- فقد جاءت السورة لدعوة أهل مكة بأن يعبدوا الله ويشكروه بأنه رزقهم تلك التجارة.
- وأصبحوا بها من أكبر تجار البلاد، ولولا فضل الله لكانوا ميتون.
اقرأ: هل التخاطر حرام ام لا
لِإِيلَافِ قريش رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ
لقد جاءت كلمة إيلافهم في هاتان الآيتان مخوضة عن الإبدال، أي كأنه تم قوك لإيلاف قريش، لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف.
- وقد خصصت الآية ذكر رحلة الشتاء والصيف تأكيد على وجود رحلتين، واحدة بالشتاء والأخرى بالصيف.
- حيث كان يعم الفقر والجوع على أهل مكة.
- فعندما ينفذ الطعام من عائلة كانوا يقومون بما يسمى الاعتفار، أي الجلوس في مكان معين حتى الموت.
- ثم قام هاشم بن عبد مناف عندما اشتد عليه الجوع برفض ذلك الوضع.
- كما قرر القيام برحلة تجارة مع أخوته وأرباب الأسر لجلب الطعام.
مدة رحلة الشتاء وَالصَّيْفِ
- لم تكن مدة الرحلة الزمنية محددة، وغير موجودة في كتب تفسير القرآن الكريم، ولم يتم البحث فيها لعدم أهمية تحديد الوقت.
- حيث لا يرجع ذلك بأي فائدة، فإن الرحلتان كانتا في أمن وأمان.
- كما ترتب عليه أنهم كانوا إذا أرادوا البقاء في بلدة لبعض الوقت فكانوا يبقون.
- فقد ذكر فقط سبب الذهاب إلى اليمن في الشتاء والشام في الصيف.
- حيث أن بلاد الشام كانت معروفة ببردها القارس، مما يصعب الذهاب لها في الشتاء.
- لقد كان الناس من حول القبيلة يختطفون وينهبون، أما القافلة الذاهبة في رحلة الشتاء والصيف كانت تسير في الطريق بأمان.
خريطة رحلة الشتاء والصيف
توضح هذه الخريطة، طريق رحلة الشتاء والصيف، حيث الطريق من مكة إلى اليمن.
وهي رحلة الشتاء، والطريق من مكة إلى بلاد الشام، وهي رحلة الصيف.
إيلافهم رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ
- يقصد بهذه الآية أن أهل مكة كانوا يألفون رحلة الشتاء والصيف، حيث الذهاب إلى الرحلة للتجارة ثم العودة بالغنائم إلى مكة.
- فكان الذي يحصل على الكثير من الغنائم ويصير غني، يقسم الغنيمة بينه وبين شخص فقير، حتى أصبح فقير مكة، مثل غنيها.
- فكانت رحلة الشتاء توفر لهم الأفاويه والأعطار، التي كانت تأتي من دول الخليج والهند، أما رحلة الصيف فكانت توفر لهم المحاصيل الغير موجودة بمكة.
- حيث كانوا ينعمون بنعمتين، الأولى نعمة الرزق، أما الثانية نعمة الأمان، التي منها الله عليهم، وقد جاءت السورة تذكيرًا بنعم الله عليهم.
طريق رحلة الشتاء والصيف
- كان طريق رحلة الشتاء والصيف آمنًا، حيث أن أهل الرحلة كانوا معروفون بأنهم أهل بيت الله الحرام، فلم يكن يعترضهم أحد.
- على الرغم من انتشار قطاع الطرق في هذا الوقت، وكانوا يسلبون القوافل، إلا أنهم لم يكونوا يعترضون طريق رحلة الشتاء والصيف.
- حيث إذا اعترض طريقهم قطاع الطرق كانوا يقولون لهم؛ نحن أهل بيت الله الحرام فيتركونهم يكملون رحلتهم، وتزداد معاهدات الأمان في الطريق.
- قد عاد أمان رحلة الشتاء والصيف بالفائدة على أهل مكة، فبعد أن كانت تعاني الفقر، أصبحت من أغنى القبائل، وأصبح الفقير فيها مثل الغني.
إلى أين كانت رحلة الشتاء وَالصَّيْفِ في سورة قريش
- قامت رحلتي الشتاء والصيف على رأس أربعة أفراد من قبيلة عبد مناف هم: هاشم ، نوفل، المطلب، عبد شمس.
- حيث كان يعد هاشم بن عبد مناف في وقتها هو ملك مكة.
- كما قامت هذه الرحلات بعدما قام هاشم بعقد اتفاق هاشم مع قيصر الروم بوثيقة أمان.
- ثم أتى بعده معاهدات أمان كثيرة لرحلات الشتاء والصيف، فكان هاشم هو من يقود رحلة الشام.
- أما المطلب كان يقود رحلة اليمن.
- نوفل فقد كان يقود الرحلة إلى فارس، أما عبد شمس فهو كان يقود رحلة الحبشة.
- قد كانو يأخذون معهم أرباب الأسر، ويقسمون الربح مع الفقير.