تعتبر معركة موهاكس أو موهاتش أو موهاج واحدة من أشهر معارك العثمانيين والمجر، وبالأحرى هذه المعركة هي السبب في تشتيت وتقسيم المجر، تعرف على أهم أحداث وأسباب معركة موهاج، ومن هم أطراف القضية وماذا نتج عن فوز العثمانيين.

من هو سليمان القانوني؟ ولماذا نشبت معركة موهاكس ؟

سليمان القانوني هو عاشر ملوك الدولة العثمانية، وكان شاهدًا على العصر الذهبي لها، واعتبر المؤرخون أن عهده هو قمة بهاء الدولة ومجدها حيث بلغت أقصى اتساعها، كما عرِف عند الغرب باِسم سليمان العظيم.

  • مكث في الحكم 46 عامًا، تولى الخلافة بعد وفاة أبيه الملك السلطان سليم الأول.
  • كان يستهل خطاباته بالآية القرآنية “إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”، ودائمًا ما يحث الأمراء على العدل والمساواة، ويحذرهم من عواقب الظلم.
  • وطد سليمان حكم العثمانيين في العراق واليمن وكذلك الجزائر وتونس، ثم انتقل إلى أوروبا.
  • أمسك بقبضة من حديد، وأدب المتمردين عليه في كل مكان، حيث امتنعت العديد من الدول عن دفع الجزية بعد وفاة والده
    استهتارًا بالملك الجديد الذي لم يتم عقده الثالث بعد.
  • أعلن المجر تمردهم على الدولة العثمانية منذ خلافة سليمان الأول ونشبت العديد من المناورات بينهم، ولكن لم تكن هناك
    نتائج حاسمة بين الطرفين، لذا جهز الملك سليمان جيشه لإخماد تلك الفتنة وغزو مملكة المجر.

شاهدوا: الاية التي شهد عليها خزيمة بن ثابت

معركة موهاج والمجر

تعتبر معركة موهاج الواقعة في 29 أغسطس عام 1526 واحدة من أشهر معارك العثمانيين، وأهمها في تاريخ أوروبا حيث نتج عنها انتصار العثمانيين على قوات المجر ووفاة الملك لايوس الثاني وانتهاء العصور الوسطى في المجر.

  •  كانت المعركة بقيادة السلطان (سليمان القانوني) قائد الدولة العثمانية، والملك (لايوس-لويس الثاني) ملك المجر.
  • كانت المجر في ذاك الوقت واحدة من أعظم امبراطوريات أوروبا، وتضم تحت سلطانها العديد من الدول مثل رومانيا وأوكرانيا، وتمتلك واحدًا من أعظم جيوش العالم.
  • تحرك القانوني بنفسه على رأس الجش العثماني المكون من مائة ألف جندي وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، ونجخ في الاستيلاء على قلعة بترفارادين الحربية في معركة بلغراد بعد حصار دام ثلاثة عشر يومًا.
  • خلال 128 يومًا نجح العثمانيين في فتح عدة قلاع حربية على نهر الدانوب حتى وصل إلى وادي موهاكس.

اقرأ: انهيار الدولة العثمانية و صفوان بن أمية وقصة اسلامه و الحرب العالمية الاولى واسبابها واطرافها

 “كان فتح بلغراد أصل عدة أحداث درامية ضربت المجر أبرزها موت الملك لويس الثاني، واحتلال بودا، وضم ترانسيلفانيا، وتدمير مملكة مزدهرة، وخوف البلدان المجاورة التي خافت مواجهة المصير نفسه”. سفير الإمبراطورية الرومانية المقدسة

معركة موهاكس

معركة موهاكس

الملك لايوس ومعركة موهاكس

  • كان الملك لايوس على أتم الاستعداد لمواجهة الجيش العثماني حيث تحرك بجيش يبلغ عدده مائتي ألف جندي أي ما يعادل ضعف الجيش العثماني في العدد والموارد أيضًا.
  • ولكن خطة (إبراهيم باشا) وزير الجيش العثماني كانت أكثر دهاءً حيث أمر بانسحاب مقدمة جيشه،
  • حتى يندفع المجريون إلى الوسط، وينهال عليهم القناصة العثمانيون من كل الجهات، وتبيدهم المدافع.
  • استمرت المعركة قرابة الساعتين فقط، وتمكن العثمانيون من القضاء على المجر وقتل الملك لايوس، مما جعل المؤرخون
    يصفونها بـ أسرع معركة في التاريخ.
  • أسفرت الملحمة عن ضم امبراطورية المجر بالكامل إلى سلطان الدولة العثمانية وتنصيب (جان زابولي) أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر.

“لم يشهد التاريخُ حربًا مثل موهاج، حُسِمت نتيجتها على هذه الصورة في مصادمةٍ واحدة، ومحَت مستقبلَ شعبٍ كبير صمد لعصورٍ طويلة”. المؤرخ الفرنسي إرنست لافيس

هل تعرفوا من هو: يوسف بن تاشفين.؟ و هدى شعراوي وحقيقة حرق الحجاب ومذكراتها

نتائج معركة موهاج 

تحمل معركة موهاكس العديد والعديد من التفاصيل التي لن تنساها أوروبا والشعوب المجرية على وجه التحديد:

معركة موهاكس

  • عندما جنح الجيش الأوروبي للاستسلام بعد مقتل الملك لايوس قرر السلطان سليمان القانوني أن تكون هذه الحرب بلا أسرى.
  • فكان أمام الأوربيين اختيارين وهما إما أن يقاتلوا أو يذبحوا أحياء! وبالفعل قاتلوا قتال اليائس، وانتهت المعركة بمقتل سبعين ألف فارس.
  • انتشرت الأنباء في أوروبا كالنار في الهشيم، وانتابهم الفزع من مواجهة نفس المصير.
  • تم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية للترحيب بالملك الجديد، وقبّل الجميع يد السلطان سليمان القانوني تكريمًا له.
  • مكث القانوني في مقطوعته الجديدة يومين ليدبر الأمر ثم رحل، وإلى هنا انتهت أسطورة أوروبا والمجر،
    ولم يستشهد من العثمانيين سوى 150 جندياً فقط، وعاد الجيش بكامل قوته.
  • ومازالت ذكرى المعركة باقية بين المجر حتى الآن في المثل الشعبي الذي يعبر عن سوء الحظ “أسوء من هزيمة موهاكس”.