تكثر في الآونة الأخيرة تكرار خطبة ثلاث مهلكات للأنام وثلاث منجيات، وذلك نظرًا لما يمر العالم الإسلامي من فتن وأمراض، لذا سوف أتحدث إليكم في سطور قليلة عن هذا الموضوع الهام. وأقدم شرحًا مبسطًا لكل واحدة من المهلكات الثلاثة وكذلك المنجيات الثلاثة.

ثلاث مهلكات وثلاث منجيات فما هم؟

  • قد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف بدقة وإيجاز شديد. ثلاث مهلكات يجب على المسلم تجنب الوقوع فيها، وأيضًا بين النبي ثلاث منجيات يجب على المسلم القيام بها.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات، فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله تعالى في السر والعلانية، وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام» (رواه الطبراني في معجمه الأوسط، وقال الألباني: “حسن لغيره”؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم[453]).

أولًا المهلكات الثلاث

وردت في الحديث الشريف ثلاث صفات يمكن القول بأنها المهلكات الثلاث نظرًا لخطورتها وعواقبها الكبيرة، كما يأتي:

شح مطاع:

  • ومعنى الشح أن يكون المرء شديد التمسك بالمال، قليل الإنفاق، سريع في طلبه.
  • وتعد هذه الصفة من أكثر الصفات الغير مرغوب اكتسابها، بل ويجب التخلص منها إذا وجدت.

هوى متبع:

  • ومن بين الصفات الذميمة والتي حذر منها القرآن الكريم في كثير من المواضع.
  • وكذلك الأحاديث النبوية حذرت من اتباع الهوى لأنه يضل صاحبه.

إعجاب المرء بنفسه:

  • بالتأكيد من أكثر الأمور المذمومة في المرء أن يعجب بنفسه.
  • ولا يرى أحد إلا نفسه، ومن أخطر وأشد أصناف العجب هو أن يعجب المرء بعلمه وفقه.
  • ولخطورة هذه المهلكات قيل فيهم لولا ثلاث لصلح الناس اجتمعوا ” شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه”.

ثانيًا ثلاث منجيات

وفي مقابل ثلاث مهلكات، ذكر لنا النبي ثلاث منجيات وهم كالتالي:

العدل في الغضب والرضا:

  • لأن العدل هو أساس الملك، فقد حرم الله الظلم بين الناس حتى ظلم المرء لنفسه. ومن ثمرات إقامة العدل انتشار المحبة والسلام بين الناس.
  • وتزخر كتب السيرة بالأمثلة التي لا تعد ولا تحصى في حرص النبي على إقامة هذا المبدأ. وتبعه في ذلك الخلفاء الراشدين.

القصد في الفقر والغني:

  • إن الإسلام هو دين الوسطية في كل شئ، فلا يوجد في الإسلام التبذير ولا تقطير، فالحياة لابد أن تسير في اعتدال.

خشية الله في السر والعلن:

  • والمسلم يجب أن يؤمن دائمًا أن الله مطلع عليه ويراه، ولا يجب أن يراه على معصية، فبذلك تتحقق التقوى.

ثلاث مهلكات

شرح حديث (ثلاث كفارات وثلاث درجات)

وكما ورد في الحديث الذي ذكرته في البداية عن ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، جاءت تكملة الحديث لتكشف لنا أيضًا عن ثلاث كفارات وثلاث درجات وهم:

أولًا الكفارات:

  • انتظار الصلاة بعد الصلاة: وهذا يعني أن يكون المرء دائمًا قلبه معلق بالمساجد، وحريص على أداء الصلوات في وقتها وفي جماعة.
  • إسباغ الوضوء في السبرات: كلما كان حرص المسلم على القيام بإسباغ الوضوء، كلما كان ذلك دليل على ورعه وتقواه، لأن الوضوء هو أساس الصلاة وبدونه لا تصح أي صلاة.
  • نقل الأقدام إلى الجماعات: وهذا يعني أن يذهب سيرًا على الأقدام،لأنه كلما زادت الخطى ذاد معها الأجر، كذلك كلما كان الطريق شاق كان الأجر أكبر.

تعرف على حديث صنائع المعروف تقي مصارع السوء

ثانيًا الدرجات:

  • إفشاء السلام: والمراد من ذلك إلقاء التحية على كل المسلمين سواء تعرفهم أو لا تعرفهم، لأن ذلك يؤدي إلى الألفة والمحبة بين الناس، لذا فيجب أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على الجالس.
  • إطعام الطعام: ويكون ذلك للفقير والمسكين وغير القادر. ولعظم أثر بذل الطعام في إسعاد المحتاجين جعله الله من الأمور التى ترفع من درجة العبد المؤمن.
  • الصلاة بالليل والناس نيام: ومن أعظم الصلوات من بعد الفريضة هي قيام الليل فهو شرف المؤمن، ويعد من علامات قوة إيمان المرء.

ما هي المهلكات الأربع؟

وبعد الحديث عن ثلاث مهلكات، يوجد هناك أربع كلمات مهلكات وجاء ذكرهم في القرآن الكريم على النحو التالي:

  • أنا: وهي الكلمة التي قالها إبليس تكبرًا وغرورًا وعصي الله إذ أمره ليسجد لآدم، فكانت سبب في طرده من الجنة. يقول الله عز وجل:

“قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ” ﴿١٢﴾ سورة الأعراف.

  • نحن: قالها أهل بلقيس ملكة سبأ، يقول الله عز وجل: قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) سورة النمل.
  • لى: قالها فرعون علوًا في الأرض فكان جزاؤه الغرق هو ومن معه، يقول الله عز وجل:

وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) سورة الزخرف.

  • عندي: قالها قارون غرورًا بنفسه وبكثرة ماله، فخسف الله به الأرض، يقول الله تعالى: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) سورة القصص.

ثلاث مهلكات

ثلاث مهلكات للانام

يقول الإمام الشافعي ثلاث مهلكات للأنام، وداعيات الصحاح إلى السقام، دوام حرث ودوام وطئ وإدخال الطعام على الطعام. وهي كذلك ثلاث مهلكات للبدن.