ولد الشاعر ديك الجن الحمصي بمدينة حمص على ضفاف نهر العاصي بسوريا، اسمه عبد السلام بن رغبان، لُقب بديك الجن وقد عاش حياة حافلة بمدينته لقرابة خمسة وسبعون عاماً.
قصة ديك الجن مع حبيبته
خرج الشاعر ديك الجن الحمصي وصديقه بكر بين الحقول والرعاة، ودخلوا أرض الجالية النصرانية دون علم منهم.
- في ظل الأشجار، سمعوا أصوات شابات يتحدثن ويرقصن ويغنين، فاقتربن من الحفلة.
- صرخ الجمهور، حتى تنهد ديك الجن لجمال الصوت الذي سمعه، وتم الكشف عن أمرهم.
- اقتربت الفتيات منهن، وهددتهما احداهن بالصراخ، ليتجمع أهل الدير ضده لأنهم كشفوا غطاءهم وانتهكوا حرمة التجمع في مكان مخصص للدير وأهله.
قال لها ديك الجن وقد افتتن بجمالها وخديها الجميله اتعلمين لمن الأبيات التي كنتي تُغنيها.
تعرفوا على جبران خليل جبران
قصائد ديك الجن غزل
بعد أن كشفت الفتاة أمرهما وسألها لمن هذه الأبيات:
- قالت الفتاة هذه للشاعر ديك الجن الحمصي، فرد عليها أن ديك الجن.
- ولكن الفتاة لم تصدقه، لأن هذا التصرف والدخول لديار الناس بغير إذن لا يخرج من ديك الجن ذو الشهامة والمروءة.
وقالت له لو كنت أنت ديك الجن فلتثبت ذلك بأبيات من وحي خيالك، فقال لها:
قولـي لطيفـك ينثنـي عن مضجعي وقت المنام
كي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ فهل لوصلك من دوام ؟
فرحت الفتاة ولكنها لم تصدقه، وقالت له أنه يحفظ الأبيات وأنها ليست له، فاستطرد وقال:
قولـي لطيفـك ينثنـي عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي الفـؤاد
دنـف تقلبـه الأكـف على فراش مـن قتـاد
أما أنـا فكمـا علمـتِ فهل لوصلك من معاد ؟
قولـي لطيفـك ينثـنـي عن مضجعي وقت الهجوع
كـي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي الضلـوع
دنـف تقلبـه الأكــف على فراش مـن دمـوع
أمـا أنـا فكمـا علمـتِ لوصلك من رجوع ؟
تعرف على الشيخ بدر الدين الحسني و ابن سينا والقابه واشهر اعماله ومذهبه
تقرير عن الشاعر ديك الجن
- مثل كثير من الناس في تلك الفترة ، تلقى ديك الجن تعليمه في المسجد.
- قضى معظم حياته في الاستمتاع والمرح، وعاش قصة حب رائعة مع فتاة يعتقد المؤرخون أنها اسمها ورد.
- قال عنها الكثير من القصائد، وتزوجها ديك الجن فيما بعد، ثم تدهورت حالته، وعاش فترة فقر بعد الإسراف وتبذير في اللذة والرغبة.
سافر ليجد لقمة العيش، وغاب لفترة طويلة، وفي غيابه اتهم ابن عمه زوجته ورد بالخيانة، وانتشر هذا الاتهام بين الناس.
قصة ديك الجن وقتل زوجته وصديقه
شاهدو ايضا في معلومة قصة الأصمعي والأعرابي
قصيدة ديك الجن في رثاء زوجته
وجنى لها ثَمَرَ الرَّدى بيدَيها
رويُت من دمِها الثَّرى ولطالماُ
رَوَّى الهوى شَفَتيَّ من شَفَتيْها
قد باتَ سيفي في مجالِ وشاحِهاُ
ومدامعي تَجْري على خَدَّيْها
فوحقِّ نعليها وما وطيء الحصى ُ
شيءٌ أعزُّ عليَّ من نعليها
ماكانَ قتليها لأنّي لم أكنُْ
أَبْكِي إذا سَقَطَ الغُبارُ عليها
لكن ضَنَنْتُ على العُيُونِ بِحُسْنها
وأَنِفْتُ من نَظَرِ الحَسودِ إلَيها
وقد ارتجل ديك الجن هذه المرثاه وحينها كان يودع عقله لولا حضور الناس، وانتشر الخبر في المدينة، وعاش بعدها الشاعر كأنه ميت.
خصوصاً بعد أن دعاه ابن عمه أبو الطيب وهو يحتضر وقال له الحقيقة أن صديقه لم يخنه وحبيبته طاهرة.
شاهد ايضا قصة حاتم الاصم والحج
وأنه حاول مراودتها أكثر من مرة ولكنها لم تضعف لأنها تحب زوجها، فانفطر ديك الجن من جديد، وقام بخلط كأس الخمر بحفنة من تراب قبر ورد، وكأس آخر من تراب قبر بكر.
وأخذ يشرب من كأس ورد بيمينه وكأس بكر بيسارة وكان يبكي كثيراُ وينظر للقبر ويقول:
يا سيف إن ترم الزمان بغدره فلأنت أبدلت الوصال بهجـره
قمر أنا استخرجته من دجنـة لبليتي وزففتـه مـن خـدره
فقتلتـه ولـه علـى كرامـة ملء الحشا وله الفؤاد بأسـره
عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ والحزن ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
غصص تكاد تفيض منها نفسه وتكاد نخرج قلبه من صـدره
يا ويح ديك الجن بل تباً لـه ماذا تضّمن صدره من غدره
قتل الذي يهوى وعمّر بعده يا رب لا تمدد له في عمره
وهو يبكي بحرقة على القبرين … ويردد :
أساكن حفرة وقـرار لحـد مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
أجبني إن قدرت على جوابي بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟
اقرأ: أجمل شعر غزل رومانسي وحب
مختارات من أشعار الشاعر ديك الجن الحمصي
بعد ما تعرفنا على حياة ديك الجن وقصته مع حبيبته التي أصبحت زوجته .
وقد أرثاها بعد أن قتلها هي وصديقه بكر بسبب مكيدة ابن عمه.
نذكر لكم بعض المختارات لأشعار ديك الجن.
من قصائد ديك الجن:
وكأسُ صهباءَ صِرْفٍ ما سَرَتْ بِيَدٍ إلى فمٍ فَدَرى ما طَعْمُ ضَرّاءِ
كأنَّ مشْيَتَها في جِسْمِ شارِبها تَمَشِّيَ الصُّبْحِ في أَحشاءِ ظَلْماءِ
وقال كذلك:
حبيبي مقيمٌ على نائهِ وقلبي مقيمٌ على رائهِ
حنانيكِ يا أملي دعوةً لِمَنْ صارَ رحمةَ أَعدائِهِ
سَأَصْبِرُ عنكِ وأَعْصى الهوى إذا صَبَرَ الحُوتُ عنْ مائِهِ