قلعة تاروت هي أحد المعالم السياحية الشهيرة بالسعودية، وقد وصفت بأنها كنز من أرض الكنوز الثقافية من قبل وزير الثقافة بالسعودية الأمير بدر بن فرحان، وجمال قلعة تاروت يجذب السائحون للتأمل إلى سحر الطبيعة بهذه القلعة الأثرية الرائعة.
منطقة تاروت
قلعة تاروت هي من أهم المعالم الشهيرة في المنطقة الشرقية، وهي تقع شرق القطيف في الداخل من خور واسع من جهة البحر، ويحدها من ناحية الغرب ساحل القطيف، ومن الجنوب ساحل الدمام، ورأس تنورة في شمال القلعة وهو مميز بامتداده في محاذاة الجزيرة من جهة الشرق.
- وجزيرة تاروت من أوسع الجزر التي تقع على امتداد شاطئ الخليج في المملكة العربية السعودية، كما أنها من أكبر الجزر بمنطقة الخليج بعد البحرين، وترتبط بالقطيف من خلال الطريق الذي أنشئ في عام 1965 عبر الخليج.
حضارة تاروت
جاء على لسان علماء التاريخ أن اسم “تاروت” يعبر عن دلالات أثرية وحضارية عظيمة، حيث ورد اسم “تارو” في الخرائط الأثرية القديمة الموجودة في حضارات الإغريق واليونان.
وأصل الاسم تارو يرجع إلى الحضارات العريقة مثل الآشورية والأكادية والسومرية التي نشأت بأرض العراق هذا إلى جانب حضارات الكنعانيين والفينيقيين.
وجميع المسميات التالية مثل: تاروت أو “تارو” أو “اش تار”، تعبر عن أسماء الآلهة التي كان يعبدها ويقدسها الشعوب بتلك الحقبة الزمنية القديمة، ويقدر العلماء عمر تسمية الجزيرة بهذا الاسم بنحو 3 آلاف سنة (ق. م) على الأقل.
في الجانب الأخر لم يذكر التاريخ الإسلامي أو العربي كثيرًا اسم جزيرة تاروت، على الرغم من ذكر اسم شبه جزيرة دارين كثيرا بهما والتي تعتبر متصلة بجنوب تاروت.
ومن الجدير بالذكر أن الجزيرة الأصلية تاروت أنها كانت مشهورة على أنها حصناً أو قلعة قبل تلك القرن والتي تقع في منطقة دارين هي المطار الأول في المملكة السعودية، وقد نزلت على هذا المطار الطائرات خلال الحرب العالمية قبل تحويله إلى مطار جدة.
مدينة تاروت
وتعدّ قلعة تاروت من أقدم المعالم في شبه الجزيرة العربية، وتعتبر من اهم المراكز التجاري حيث تعد مركز لنقل البضائع، والمنتجات إلى العراق، وإلى المناطق الساحلية الممتدة بالجزء الشرقي من منطقة شبه الجزيرة العربية، إلى جانب أنها تمثل أهمّ مراكز مملكة دلمون القديمة.
اقرأ: معلومات عن قلعة قايتباي
مناخ جزيرة تاروت
مناخ قلعة تاروت يشبه مناخ المناطق الساحلية بالمنطقة الشَرقية في السعودية، وهو مميز بأنه عالي الرطوبة، خلال فصل الصيف تكون أجواء حارّة مصحوبة بمعدلات تبخر، مع وجود الرطوبة المرتفعة، حيث تتجاوز درجة الحرارة 45 درجة مئوية بفصل الصيف.
ولكن مع دخول فصل الشتاء يسود القلعة الأجواء الشتوية حيث تنخفض الحرارة لتصل إلى بينما تنخفض إلى 5 درجات مئوية.
طبيعية جزيرة تاروت
نظرا لوقوع قلعة تاروت على السواحل فإن ساحلها يتميز بروعة الشواطئ الرملية التي تتكوّن بواسطة الرواسب الرملية، وحبات الحصى، وكما ينتشر بالسواحل المسطحات الطينية التي شكلها نوبات المد والجزر، هذا إلى جانب وجود الشواطئ الصخرية الطبيعية المكونة بفعل ضربات الأمواج البحرية والصخور الصناعية التي كونها الإنسان.
كما يوجد بالجزيرة مستنقعات متعددة مملوءة بنباتات المانجروف، وتتميز بوجودها بمركز الأجزاء الشمالية، والجنوبية من موقع الجزيرة.
مهرجان قلعة تاروت
مهرجان قلعة تاروت أو ما سمى بمهرجان الدوخلة الذي يتم على شواطئ جزيرة تاروت الأثرية ويطلق عليه البعض مهرجان تاروت الشتوي، والهدف من هذا المهرجان إحياء التراث الشعبي، واستحضار الفنون القديمة الفلكلورية.
والمهرجان يقام في بلدة سنابس في وسط جزيرة تاروت الأثرية، على امتداد شاطئ الخليج العربي على مساحة واسعة جدًا تقدر ب 50 ألف م²، وتقوم لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية ببلدة سنابس بالتعاون مع القطيف بالإشراف على إقامة هذا المهرجان.
ويمك توضيح معنى الدوخلة، فهي أحد فنون التراث الشهير بالمنطقة الشرقية بساحل الخليج العربي، وقديمًا استخدم فن الدوخلة كأحد وسائل التسلية للأطفال الذين المسافرين مع والديهم لأداء الحج، حيث يقوم الطفل بوضع التربة فيها من أجل زراعة البذور المميزة بسرعة النمو.
وعادة يقوم الصغار بزراعة حبوب الشعير، ثم تعلق أواني الدوخلة على الأعمدة أو تثبت بواسطة العصا، ويقوم الطفل بريها والاعتناء بها تكبر النباتات.
وفي أيام عيد الأضحى يتم الاحتفال بالفن الفلكلوري ويرتدي الأطفال ملابسهم ويلقون «الدوخلة» في مياه البحر وهم ينشدون أناشيد التراث الشعبي.