الشعور بالقشعريرة والخوف أو الاشمئزاز من الثقوب المكدسة بجوار بعض بشكل متصل في مكان ما مثل ثقوب خلية النحل يندرج تحت مسمى الفوبيا. أثبتت الدراسات أن نسبة 16% من البشر يعانون من هذه الفوبيا والتي يطلق عليها اسم فوبيا الثقوب.
اختبار فوبيا الثقوب
لا يُمكن تشخيص حالة الفوبيا لدى الشخص بشكل رسمي حتى يومنا هذا، حيث أن التشخيص غير مصنف ومحدد بصورة رسمية في دليل تشخيص الاضطرابات النفسية.
- ولكن يلجأ الأطباء إلى إجراء اختبارات من خلالها يتم ملاحظة الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب عبر التعرض للمؤثرات والعوامل المحفزة.
- كما يلجأ الأطباء إلى مراجعة سيرة الشخص المصاب الطبية والنفسية وكذلك الاجتماعية مع مراعاة النظر إلى العوامل الوراثية.
- الطريقة التي لجأ إليها بعض الأطباء في محاولة تشخيص الرهاب والذي يعد بمثابة دليل ملموس على كون الشخص يعاني من الفوبيا.
- يتم من خلال عرض مجموعة من الصور على الشخص المصاب منها الثابت ومنها المتحرك والتي تضم أجسام وأشكال وأيضاً كائنات حية.
- وكافة الصور تحتوي على عدد مبالغ به من الثقوب أو الأشكال الهندسية المفرغة.
- نتيجة الاختبار تظهر على الشخص إما أن يشعر الشخص خلال مدة الاختبار بالانزعاج أو القشعريرة. وبالتالي فهو مصاب بالفعل أو لا يشعر بأي مشاعر سلبية تجاه الصور وبالتالي فإنه لا يعاني من هذه الفوبيا.
- أيضاً توجد طريقة أخرى للاختبار والتي تم وضعها من قبل مجموعة من الباحثين والتي يعتمد عليها بعض الأطباء. والتي تعتمد على قائمة تحتوي على 17 سؤال يطلق عليها اسم استبيان.
- ومن خلال إجابة الشخص على الاستبيان تظهر نتيجة تتراوح من 1 إلى 5، والتي تُعد مقياس وتقييم حول أعراض الرهاب لدى الشخص المصاب.
- حيث يدل الرقم 1 على عدم وجود أعراض تماماً أي أن الشخص لا يعاني من رهاب الثقوب. ويدل الرقم 5 على وجود الأعراض بصورة حادة وشديدة.
طريقة علاج فوبيا الثقوب
لا يوجد علاج محدد ومباشر لالتريبوفوبيا الثقوب.
- ولكن يتم التعامل من خلال السيطرة على الأعراض.
- ومن خلال اقتراح الدكتور كال والذي عانى لفترات من هذا الشعور المزعج والذي أوضح من خلاله الطريقة التي نجح بها في تخطي الفوبيا.
- والتي تتمثل في نظر الشخص المصاب إلى العديد من صور الثقوب إلى حين فقدان الشعور تجاهها.
- قد أثبت هذا العلاج والذي يطلق عليه العلاج بالتعرض فعاليته مع العديد من الأشخاص.
- حيث يعتمد هذا الاقتراح على تغيير رد فعل المصاب تجاه الأشياء التي تسبب له الشعور بالخوف عبر تعريضه لمسببات الشعور بجرعات بسيطة إلى أن تتحسن الأعراض بصورة تدريجية مع مرور الوقت.
اقرأ: الغرغرينا ماهي وماهي اعراضها وهل هي معدية
السيطرة على أعراض الفوبيا
تتمثل الاقتراحات الأخرى حول السيطرة على أعراض فوبيا الثقوب في:
العلاج السلوكي المعرفي:
- والذي يعتمد على تحدث الشخص المصاب مع الطبيب النفسي المتخصص حول الأفكار التي تدور في ذهنه وكيف تؤثر على مشاعره وسلوكه.
- حيث يناقش الطبيب هذه الأفكار الواقعي منها والغير واقعي وعقلاني ويعمل على تغييرها إلى أفكار إيجابية تساهم في تغيير سلوكيات الشخص المصاب.
العلاج بالمشاركة:
- والذي يعتمد على مشاركة الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب الحديث حول الأفكار التي تراودهم خلال التعرض إلى محفزات ومثيرات الرهاب.
- حيث يجمع الطبيب النفسي مجموعة من الأشخاص المصابين ويدور الحديث بينهم حول المشاعر التي تؤثر عليهم.
العلاج بالأدوية:
- التي تساهم في تخفيض معدل ومستوى الأدرينالين في الجسم والذي يساهم بدوره في تخفيض مستوى ضربات القلب وكذلك ضغط الدم.
- مما يساهم في الحد من ظهور الأعراض خاصة الرعشة.
- وكذلك العلاج بالمهدئات ومضادات الاكتئاب.
- والتي بدورها تعالج الآثار الجانبية فقط للرهاب على سبيل المثال القلق أو الاكتئاب.
ما حقيقة فوبيا الثقوب
تُعرف فوبيا النخاريب أيضاً باسم التريبوفوبيا، و ظهرت هذه المصطلحات منذ عام 2009 والتي تصف شعور الشخص المصاب بعدم الارتياح والاشمئزاز عند مشاهدة مجموعة من الثقوب المجاورة لبعضها في مكان ما مثل خلية النحل أو فاكهة الفراولة أو الإسفنج أو عيون الحشرات أو فاكهة الرمان أو جذوع الأشجار أو قوالب الجبن.
يرافق هذا الشعور أعراض أخرى والتي تنقسم إلى:.
- أعراض إدراكية والتي تتمثل في القلق، الاشمئزاز، العجز، الخوف.
- بعض الأعراض الجلدية والتي تتمثل في القشعريرة، الحكة.
- أعراض فسيولوجية والتي تتمثل في الدوخة. ضيق التنفس، التعرق، الصداع، الغثيان، الارتجاف, تعود هذه الأعراض إلى استهلاك المخ أكبر كمية من الأكسجين وأكبر قدر من الطاقة بالجسم تصل إلى نسبة 20%.
تؤثر هذه الأعراض المذكورة على روتين الشخص المصاب اليومي بصورة سلبية، وتختلف حدة الأعراض من شخص إلى آخر. وعلى الرغم من أن هذا الرهاب يجعل الشخص يعاني كثيراً.
إلا أن هذا الرهاب لم يتم إدراجه في دليل الاضطرابات العقلية وفقاً لجمعية الطب النفسي في أمريكا.
حيث أن الجمعية ما زالت تصر على أن الخوف من الثقوب أو الانزعاج منها هو أمر طبيعي لا يصل إلى درجة التريبوفوبيا أو رهاب.
تتعدد النظريات والدراسات التي تحاول تفسير ظاهرة التريبوفوبيا، نستعرض لكم بعض هذه النظريات.
- النظرية الأولى. تربط شعور الشخص المصاب بالخوف من الثقوب بالخوف في اللاوعي من الحيوانات الشرسة والخطيرة والتي تمتلك مظهر مماثل مع الأنماط والأشكال المليئة بالثقوب. على سبيل المثال ربط خلية النحل بالأفعى الجرسية.
- النظرية الثانية. تربط شعور الشخص المصاب بالخوف من الثقوب بالخوف من الفطريات والطفيليات والجراثيم التي تتسبب في نقل الأمراض والإصابة بالأمراض المعدية. والتي تؤدي إلى ظهور علامات جلدية على الجسم تأخذ شكل الثقوب مثل مرض الجدري أو الحصبة.
- النظرية الثالثة. تظهر أن التريبوفوبيا النخاريب مرتبطة بخصائص كتلة الثقوب نفسها.
كيف أتخطى فوبيا الثقوب
يُمكن تخطي هذا الرهاب من خلال إتباع طريقة العلاج الذاتي والمنزلي.
والذي يساهم في تهدئة حالة الرهاب ويعتمد هذا العلاج على تقنية الاسترخاء.
حيث تساعد هذه التقنية على تقليل مدة حدوث الحالة، وكذلك التقليل من تواترها وشدة حدوثها في المستقبل. تعتمد التقنية على أسلوب التنفس العميق والذي يتم بالشكل التالي:
- الزفير بصورة بطيئة عبر الأنف والعد إلى رقم 4.
- استنشاق الهواء بصورة بطيئة عبر الأنف والعد إلى رقم 4.
ويجب الاستمرار على هذا الأسلوب من الزفير والشهيق ببطء مدة تبدأ من دقيقة إلى 5 دقائق حتى الوصول إلى تمام الاسترخاء. بعض تقنيات الاسترخاء والتي تساهم أيضاً في تخطي حالة الرهاب.
تتمثل في النظر بعيداً نحو شيء آخر أو التفكير في أشياء أخرى بهدف تغيير استجابة الجسم ويطلق على هذه التقنية تقنية الإلهاء.
كذلك بعض العادات الصحية تساهم بصورة فعالة في تقليل تواتر حدوث الحالة ومنها.
- ممارسة التمارين الرياضية وتمارين التأمل مثل اليوغا بصورة منتظمة.
- النوم مدة كافية بشكل يومي وتتراوح هذه المدة من 6 إلى 8 ساعات.
- الاعتماد على نظام غذاء صحي وتجنب تناول أي مشروبات تحتوي على مادة الكافيين.
أيضا يمكن تخطي حالة التريبوفوبيا عبر تجنب الأشياء والمثيرات التي تتسبب في حدوث الحالة، مثل تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على ثقوب مثل الفراولة وبعض أنواع الشوكولاته.
كذلك تجنب الذهاب إلى الأماكن التي تحتوي على ما يثير حالة الرهاب مثل الغرف التي تضم ورق منقط. وأيضاً تجنب النظر إلى الفقاعات وعيون الحشرات والنتوءات التي تظهر على الجسد.