المبيت بمزدلفة ربما يعني الكثير لدى الحجاج والمتابعين عبر الإقمار الصناعية ممن يتمنون يوم ما أن يكونوا داخل تلك الملابس البيضاء، ربما تلك الدفقة الإيمانية التي لا زالوا محتفظين بعبقها من مشعر عرفات، ربما هبات النسمات الرقيقة التي تنتظرهم عند المشعر الحرام، ربما الشوق للعودة لمكة والطواف، هيا نتعرف أكثر على هذا المشعر العظيم.
تعريف المبيت بمزدلفة
كما تحدثنا عنالحج أشهر معلومات، ففي البداية دعونا نتعرف على سبب تسمية هذا المكان:
- معنى الأزدلاف أي التقريب وقيل سبب التسمية أن الناس يقتربون من منى ، والفعل منها زلف وأزدلف يعني أقترب، (أزلفت الجنة للمتقين) أي اقتربت.
- يقال أيضًا أن سبب التسمية أن الناس يتجمعون في هذا المكان.
- سمي أيضًا بالجمع لأن الناس يجتمعون بها وأيضًا بسبب جمع الصلاة.
(ووقَفْتُ ها هنا وجَمْعٌ كُلُّها موقِفٌ).
- سميت المزدلفة أيضًا بالمشعر الحرام .
قال تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
- أما عن الحدود الفاصلة للمزدلفة هو كل ما بين المأزمين ووادي محسر.
المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة
بعد المبيت بمزدلفة بالكيفية التي ذكرها النبي يقوم الحجاج:
- التقاط الحصى استعدادًا لقدوم منى للتأهب لرمي جمرة العقبة، وعددها سبع حصوات يكون هذا في اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم النحر).
- لم يثبت عن النبي أنه التقط الحصى من المزدلفة ولكنه جمعها في الطريق إلى منى.
هل المبيت بمزدلفة يكون ليلة؟
من السنن الواردة في المبيت بمزدلفة:
- أن يقوم الحاج بجمع المغرب والعشاء جمع تأخير بحسب ما ورد عن النبي حيث صلى بتلك الكيفية بأذان واحد بإقامة لكل منهما ودون أن يفصل بين الصلاتين بالتسبيح.
- كما ظل النبي مضجعًا في المزدلفة حتى بزوغ الفجر فصلى أيضًا في وقته دون تأخير.
- استقبل النبي جبل قزح (المشعر الحرام وهو جبل تم إزالته في توسعات المشاعر، وتم بناء مسجد محله وقد أمر الله الحجاج عند بلوغه بالذكر والتلبية والدعاء).
حكم المبيت بمزدلفة ليلة العاشر
أما عن حكم المبيت بمزدلفة فيكون واجب عند المالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم
قال تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) [البقرة: 199].
- وفيما يخص من ترك هذا النسك لعذر أو ظرف خارج عن إرادته فلا شيء عليه باتفاق المذاهب الأربع.
- أما من فعله متعمدًا فعليه دم.
عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قال: (مَن نَسِيَ مِن نُسُكِه شيئًا، أو تَرَكَه؛ فلْيُهْرِقْ دمًا).
- كذلك فيما يخص الأذن لمن لديه عذر بعدم المبيت بمزدلفة نسوق هذا الدليل.
النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رخَّصَ للرُّعاةِ في تَرْكِ المبيتِ؛ لحديثِ عاصم بن عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرْخَصَ لِرِعاءِ الإبِلِ في البَيْتوتَةِ خارجينَ عَن مِنًى).