الصيام عبادة خاصة بين العبد وربه، يجزي الله عبده كيفما يشاء، والصيام نوعان صيام الفرض وهو شهر رمضان الكريم والذي يعتبر ركن من أركان الإسلام، وكذلك صيام السنن والنوافل، وهناك أمور قد تبطل الصيام سواء فرض أو سنة وتجعله غير صحيح، فما هي مبطلات الصيام ومكروهاته، هذا هو ما سوف نسلط عليه الضوء في السطور التالية في معلومة.
ما هي مبطلات الصيام
هناك بعض الأشياء التي تبطل الصيام وتجعله غير صحيح ومنها على سبيل المثال:
الأكل أو الشرب عمداً:
- الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب، لذا فإن تناول أي شيء يعد من مبطلات الصيام.
- هناك أشياء تحل محل الأكل والشرب، مثل الحق الوريدية والتي تساعد على تغذية الجسم منذ الأكل والشرب، أو دخول شيء للتغذية عن طريق الأنف، تلك الأمور لها نفس حكم الأكل و تبطل الصيام.
الجماع أو الإستمناء:
- من الأمور التي تبطل الصيام سواء الفرض أو النافلة الجماع بين الزوجين خلال ساعات الصيام.
- وكذلك بالنسبة للإستمناء فهو من مبطلات الصيام، ويكسر الصيام عند حدوث ذلك الأمر.
القيء العمد:
- يعد إفراغ المعدة مما فيها عن قصد من مبطلات الصيام.
- ولكن عند قيام الصائم بالقيء من غير قصد في تلك الحالة يكتمل الصيام ويكون صحيح.
الحيض ونزيف ما بعد الولادة:
- ينبغي على المرأة الإفطار عند نزول دم الحيض أو خلال فترة النفاس، فهذان الأمان من مبطلات الصيام.
- يجب التنويه أن المرأة التي ينزل عليها دم الحيض قبل موعد الإفطار ولو بلحظات عليها أن تكسر صيامها.
غسيل الكلى:
- هناك إجماع أن غسيل الكلى من مبطلات الصيام.
- وذلك لأن خلال فترة الغسيل يخرج الدم وعند عودته إلى الجسم يحمل معه مواد غذائية مثل السكريات والأملاح.
قد يهمك: متى يحاسب الإنسان على الصيام و مبطلات الصلاة
مكروهات الصيام
مكروهات الصيام هي أمور ليست محرمة ولا يترتب على فعلها إبطال الصيام والإفطار، ولا يتحمل الصائم إثم عند فعلها ولكنها تنقص من الثواب فهي غير مستحب فعلها خلال الصيام، ومن تلك الأمور ما يلي:
المبالغة في المضمضة والاستنشاق:
- من الأفضل أن لا يبالغ الصائم في المضمضة والاستنشاق وذلك خشية من أن يصل الماء إلى حلقه.
- ومع ذلك فعل المضمضة والاستنشاق غير مفطر وهما من أركان الوضوء، ولكن المبالغة هي الغير مستحبة.
- ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال للقيط بن صبرة: “أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا”.
تجميع الريق ثم بلعه:
- بلع الريق أمر طبيعي وغير مفطر أو مكروه، ولكن تجميع الريق فترة ثم بلعه من مكروهات الصيام.
القُبْلة لِمَن تُحَرِّك شهوته:
- هناك بعض الأشخاص قد تكون القبلة من الأمور التي تثير الشهوة، في تلك الحالة يفضل تجنبها خلال فترة الصيام لأنها تعد من المكروهات.
الحجامة:
- قد تتسبب الحجامة في إضعاف الصائم، وذلك نتيجة للتخلص من الدم الفاسد الموجود في الجسم.
- لذا من الأفضل عدم القيام بعملها خلال ساعات الصيام لأنها من المكروهات.
شم بعض المواد:
- هناك أشياء يمكن عند شمها أن تدخل عبر النفس وتصل إلى الحلق، ومنها على سبيل المثال شم مسحوق المسك أو البخور.
تذوق الطعام أو الشراب دون حاجة:
- يعد تذوق الطعام أو الشراب دون بلعه من المكروهات وذلك خشية من دخوله الجوف دون قصد، ولكنه ليس من المفطرات.
الانشغال باللهو واللعب:
- الصيام له قدسية و شعائر وروحانيات خاصة، ويعد الانشغال عنه باللهو أو مشاهدة التلفاز من مكروهات الصيام.
استخدام السواك بعد الزوال:
- يرى المذهب الشافعي والحنبلي أن استخدام السواك بعد الظهر من المكروهات.
- أما باقي جمهور العلماء فلا يجد كراهية في استخدامه.
الوصال في الصيام:
- أن يواصل الصائم الصيام يومين أو أكثر من غير إفطار.
- يعد ذلك الأمر من المكروهات، وقد نهانا الرسول عن ذلك الأمر بقوله: “لا تُوَاصِلُوا، قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُوا، قَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ، قَالَ: فَوَاصَلَ بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ رَأَوْا الْهِلالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلالُ لَزِدْتُكُمْ، كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ”.
مبطلات الصيام عند البنات
هناك بعض الأفعال التي تبطل صيام الفتيات، ومن تلك المبطلات من رأى الشيخ ابن عثيمين ما يلي:
حقن التَّغذية:
- تعد الحقن المغذية والتي تغني عن الأكل والشرب من المبطلات للصيام وأخذها يعد مفطر.
- أما الحقن العضل أو الوريد التي لا تحل محل الطعام والشراب ولا تغني عنهم فهي غير مبطلة للصيام.
قطرة الأنف:
- بعض الأشخاص الذين لديهم احتقان في الأنف يكثرون من استخدام قطرات الأنف، وهي في الواقع تصل إلى الجوف والمعدة.
- في حالة نفاذها إلى الحلق أو المعدة فإنها مفطرة ومبطلة للصيام.
تذوُّق الطَّعام بدون المقدار الشَّرعي:
- يمكن للمرأة أن تتذوق الطعام ولا يفطر بشرط أن لا يتعدى ملامسة طرف اللسان، ثم تقوم بالتخلص من آثار الطعام، مع الحرص على عدم ابتلاع.
- أما المبالغة في تذوق الطعام وبلعه يعد من مبطلات الصيام.
الحيض والنفاس:
- يعد نزول دم الحيض أو الدورة الشهرية على المرأة من مبطلات الصيام.
- على المرأة كسر الصيام بمجرد رؤية الدم حتى ولو كان قبل المغرب بوقت قليل، وعليها قضاؤه إذا كان فرضاً.
- أما في حالة الإحساس بألم الحيض مع عدم نزول الدم فعليها إكمال اليوم ولا تفطر حتى ترى الدم وصيامه صحيح.
- وكذلك دم النفاس فهو من مبطلات الصيام.
التبرج الزائد:
- بعض الفتيات تبالغ في التبرج وتكون فتنة للغير، في تلك الحالة يعد التبرج من مفسدات الصيام.
- قد لا يكون التبرج من مسببات الإفطار ولكنه مفسد للصيام ويقلل من أجره.
- لذا ينبغي على الفتيات ارتداء الملابس المحتشمة وتجنب وضع المكياج و البعد عن كل ما يحرض على الفتنة.
التدخين:
- يعتبر التدخين من مبطلات الصيام، وذلك لأن التدخين يتسبب في شعور المدخن باللذة.
- يدخل التدخين إلى جوف الصائم لذا فهو من المفطرات، وذلك لأنه يحتوي على جزئيات صغيرة تتسبب في الإفطار.
- لم يرد بخصوص تحريم التدخين نص قرآني أو حديث شريف أو رأى لأحد من الصحابة، ولكن يستند العلماء إلى أحكام فقهية واجتهادات واتباع القياس على أمور مشابهة.
هل نزول الشهوة يبطل الصيام
يخرج من الفرج عند تحرك الشهوة مني أو مذي، فما حكم خروج كلاً منهما:
عند خروج المني وهو عبارة عن ماء أصفر رقيق، ينزل عند زيادة الشهوة، وبمجرد خروجه تنقضي الشهوة يكون حكمه كالتالي:
- عند نزول المني عن قصد و برغبة الصائم حتى ولو تم الأمر دون جماع مثل القيام بالاستمناء أو اللمس أو المداعبة والتقبيل فإن الصيام يبطل برأي جمهور العلماء.
- وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنه وجب القضاء على المتعمد وليس عليه كفارة، ولكن عليه أن يستغفر الله.
- أما رأى المذهب المالكي أن على المتعمد القضاء وإخراج الكفارة معاً
- عند نزول الشهوة دون تعمد من الصائم مثل أن يحتلم أو أن تنزل الشهوة دون التفكير أو النظر، فإن الصيام بالإجماع جمهور العلماء لا يبطل.
أما عند نزول المذي من النساء والذي يكون عبارة عن ماء أبيض لزج رقيق، حكم نزوله يكون كالآتي:
- يرى المذهب الشافعي والحنفي أن نزول المذي حتى وإن كان بسبب لمسة أو قبلة لا يعد من مبطلات الصيام.
- أما المذهب المالكي فيرى أن الصائم إذا نزل عليه المذي نتيجة قبلة أو لمسة أو تفكير، فإن عليه قضاء اليوم سواء استمر في الفعل إلى أن ينزل المذي أو لم يستمر.