ربما تعرفت على رمي الجمار والكيفية التي قام بها الرسول، ولكنك خلال البحث والتمحيص يقابلك عنوان” أيام التشريق” ربما يصعب عليك معرفة ما المقصود بهذا ولماذا سمي بالأصل بهذا الاسم، وتنتابك الحيرة بأحكام هذا اليوم وما صلته برمي الجمار، إليك هذا المقال بشيء من التفصيل.
ماهي أيام التشريق
هي الأيام التالية ليوم العيد، وتبدأ يوم الحادي عشر وتمتد للثاني عشر والثالث عشر، من شهر ذي الحجة، ونفصلها على النحو التالي:
- يسمى اليوم الأول بيوم القرار جاءت من استقرار والمكوث حيث يقر الحجيج في منى.
- اليوم الثاني يطلق عليه يوم النفر الأول ويجوز للمتعجل النفير من منى شريطة أن يخرج قبل مغيب يوم الثاني وخلاف ذلك لا يمكن النفير منها.
- يطلق على اليوم الثالث يوم النفر الثاني حيث ينفر منها من تأخر.
- والحال أن الحجاج يبيتون هذه الأيام في منى في مجمع للمخيمات ضخم للغاية توليه السلطات كثير من الرعاية.
- أما عن كيفية أداء الصلوات يكون قصرًا عدا المغرب والفجر.
- أيضًا من المعروف أن الصلاة المقصورة عددها ركعتين فقط.
- ربما تتساءل متى تنتهي أيام التشريق؟ والحال أنها تنتهي مع نهاية يوم الثالث من ذي الحجة.
أما فيما ورد في هذه الأيام من مناسك:
- أن الحجيج في كل يوم من الأيام الثلاث يقومون برمي الجمرات.
- في اليوم الأول سبع حصوات لكل جمرة من الجمرات الثلاث.
- وفي اليوم الثاني يكررون هذا الأمر كذلك يحدث هذا الأمر في رمي الجمرات اليوم الثالث بنفس الكيفية.
أيام التشريق ولماذا سميت بهذا الاسم
هذه الأيام هي الأيام المعدودات التي ذكرها الله في كتابه العزيز.
- يقال أن التسمية ترجع إلى لكون الحجيج لا يذبحون الهدي إلا عند الشروق.
- وبالأساس يعني التشريق في اللغة نشر اللحم لتجفيفه، وهو يطلق على الأيام التي تلي النحر حيث يشرع الحجاج في تجفيف لحوم الهدي.
- ربما جاءت التسمية من كونها تشريق ( تقديد اللحوم) أي تجفيفها وحفظها من الفساد.
- كما ذكر بن الأثير في كتاب النهاية في غريب الحديث أن العرب كانوا يرددون (أشرق ثبير كيما نغير).
،وتعني أن ثبير ( أحد الجبال الواقعة في منى) حتى يدفعون للنحر.
أنظر أيضًا: رؤية الكعبة في المنام
حكم صيام أيام التشريق
بالحديث عن حكم صيام الحاج لتلك الأيام نفصلها على النحو التالي:
- بإجماع المذاهب الأربعة يحرم للحاج أن يصوم أي يوم منها مجتمعة أو متفرقة.
قال رسول الله: (أيام التشريق أيام أكل وشرب).
كذلك ورد عن عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((لم يُرخَّصْ في أيَّامِ التَّشريقِ أن يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لم يجِدِ الهَدْيَ).
صيام أيام التشريق للحاج القارن والمتمتع
اختلفت أراء المذاهب في هذا الأمر، وفما يلي بيان بهذا الأمر:
- يجوز الصيام لمن لم يستطيع الحصول على الهدي وهذا رأي الإمام أحمد ومالك.
عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وابن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال:
(لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ).
- هناك دليل آخر تم الاعتماد عليه في هذا الرأي:
ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-:
(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رخَّصَ للمتمتعِ إذا لم يجدِ الهديَ ولم يصمْ الثلاثةَ في العشرِ: أن يصومَ أيامَ التشريقِ)
- كما أن الرأي المخالف الثاني هو بكراهية الصيام لمن يحج سواء قارن أو متمتع أو غير ذلك، وصاحب هذا الرأي أبو حنيفة والشافعي مستدلين بهذا الرأي:
ورد عن أمّ عمر بن سليم بن خلدة الزّرقيّ: (بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهفي أواسطِ أيامِ التشريقِ يُنادِي في الناسِ لا تصومُوا في هذه الأيامِ فإنها أيامُ أكلٍ وشربٍ وبِعالٍ).
فضل أيام التشريق
هناك فضل كبير لهذه الأيام العظيمة والمقدسة في قلب كل مسلم، وفيما يلي تبيان لهذا الأمر:
- هي أيام مباركات تم ذكرها في القرآن وهي أيام ذكر لله وشكر وثناء عليه.
- من مظاهر التكريم للأيام أنه سن التكبير بعد الفروغ من الصلاة.
- كذلك ذكر الله عند ذبح الأنعام سواء إن كان هدي أو أضحيات.
- التلفظ في هذه الأيام بالحمد والتهليل والتسمية قبل الطعام، ناهيك عن الذكر المجرد على أي حال.
-: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ).
- ربما أمر الله أن تكون هذه الأيام أكل وشرب لكي تعين الحاج وغير الحاج على ذكر الله في تلك الأيام المباركات.