أقسم الله سبحانه وتعالى وقال والبحر المسجور في سورة الطور، وذلك ليؤكد وقوع العذاب على القوم الكافرين، ولذلك سوف نتعرف على ما هو البحر المسجور، وما هي معجزات الله في هذه الآية؟

تعريف البحر المسجور

البحر المسجور

يعرف البحر بأنه

المكان الواسع الذي يضم مساحة كبيرة من الماء، وقد تخصص لفظ بحر على الماء المالح فقط.

تعرف السجور بأنها

  • تهيج النار، فهي التي توقد الشيء حتى تجعله حاميًا ملتهبًا، ومعنى جملة البحر المسجور، أي المليء بالماء الذي يخرج عن اليابس.

يعرف ربيع بن أنس البحر المسجور بأنه

  • الماء الموجود تحت العرش، الذي ينزل منه الأمطار، التي تحيي الأجساد في القبر لتبقى حتى يوم الحساب.
  • وأنه بحر عجيب وخاص يوجد عند الله، وينزله الله سبحانه يوم القيامة حتى ينبت به كل شخص من عجائب ذنبه.

اقرأ: فضل سورة الكهف يوميا و يوم الجمعة

البحر المسجور سورة

جاءت آية البحر المسجور في سورة طه الآية 6، ويقول الله سبحانه وتعالى:

بِسمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ وَ الطورِ (1) وَ كِتَبٍ مّسطورٍ (2) في رَقٍّ مّنشورٍ (3) وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَ السقْفِ الْمَرْفُوع (5) وَ الْبَحْرِ المَْسجُورِ (6) إِنّ عَذَاب رَبِّك لَوَقِعٌ (7).

اقرأ: الرياء ماهو وعلاماته واسبابه وصفات اصحابه وعلاجه

والبحر المسجور الإعجاز العلمي

في أوائل القرن العشرين

تم حساب نسبة الماء المتبخر من البحار والمحيطات في دورة تبخر، ثم رجوع نسبة من هذه العملية إلى اليابس والبحار.

  • تصل نسبة الماء الموجود في اليابس 2.8%، أما الموجودة في المحيطات والبحار فهي 97.2%.
  • نسبة كبيرة من ماء اليابس تم حبسها على هيئة جليد، إذا انصهر غرقت الأرض.

من هنا جاء تفسير البحر المسجور، فمن نعم الله ملأ المحيطات والبحار بالماء وحبس جزء على اليابس يسبب انصهاره الغرق، وزيادته قلة منسوب الماء.

فهو تفسير للماء المسجور أي المكفوف عن اليابسة، والممتلئ بالماء، وتم الوصول لتفسير آخر بأن قاع البحر موقود بالنار.

اقرأ: أنت ومالك لأبيك ما معنى هذا الحديث؟

في أواخر القرن العشرين

تم اكتشاف الحقيقة وراء التمزق في الغلاف الصخري، بمجموعة من الصدوع العملاقة المعروفة باسم أودية الخسف.

  • تحيط بشكل كامل بالكرة الأرضية، لكنها تنتشر بشكل كبير جدًا في قاع البحار والمحيطات.
  • تعمل على تمزيق الغلاف الصخري، فيتقطع إلى ألواح، فتطفو ويتحرك داخلها حمم فتبرد وتتشكل ثم تعاود النزول.
  • فهي ظاهرة تعرف باسم اتساع قاع المحيطات والبحار، وفي هذه العملية تندفع الصهارة الصخرية بملايين الدرجات الحرارية التي تتعدى ألف درجة.
  • تصدر درجة الحرارة ثورات بركانية هائلة، ويكون ذلك تحت الماء، فتسجر قاع المحيطات والبحار.
  • يؤدي خروجها تحت القاع وبرودتها إلى تكون صخور، كما يؤدي إلى خروج حمم بركانية فوق سطح البحر، وبعض الهزات الأرضية.

بذلك تم الإثبات لجميع علماء البر والبحر بأن المحيطات والبحار، وحتى المتجمدة منها، تسجر بالصهارة الصخرية.

أكبر دليل علمي على ذلك

إن أكبر دليل على حدوث ذلك هو أن النبي لم يذهب إلى البحر كما أخبرنا في حديث صحيح له: (لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله‏،‏ فإن تحت البحر نارًا‏، وتحت النار بحرًا‏).

والبحر المسجور تفسير الميزان

  • السجر هو تهييج النار، المسجور هو المملوء حيث يقال سجرت التنور، يعني ملئتها بالنار، حيث تم تفسيرها بالمعنيين.
  • فإن المعنى الأول يؤيده قول الله تعالى: وإذا البحار سجرت في سورة التكوير، وتعني سعرت.
  • كما جاء في حديث صحيح معناه أن البحار تسعر نار في يوم الحساب، وتعني أنها تغيض بالماء بسبب تسجير النار بها.

البحر المسجور زغلول النجار

البحر المسجور

يقول الدكتور زغلول النجار

  • أن شرح البحر المسجور اختلف فيه العلماء، وتعددت به الآراء، من حيث تفسير المقصود به.

يقال من بعض الآراء

  • أنه يوقد يوم القيامة، وقد سمي بالبحر المسجور لأنه لا يشرب منه، ولا يروى به الزرع، مثل بحار يوم القيامة.

يقول سعيد بن جبير

  • أنه يعني المرسل، ومعنى المسجور هو الذي يمنع عن الأرض بأن لا يغمرها فيقضي على أهلها بالغرق.

يقول صاحب الظلال

  • أن البحر المسجور يعني الممتلئ بالماء في الدنيا، والموقد بالنار بالنار يوم القيامة، ويفسر قوله بأن سجر الماء يعني مملوء بالماء مثل البحر والمحيط.
  • أما يوم القيامة فهو سوف يصبح وقود للنار، حيث أن البحار عند قيام الساعة سوف يخرج منها النار وتتبخر المياه، وتسير النار في التجاويف فتصبح مثل الحمم.
  • وقد تم الوصول إلى هذا التفسير عن طريق عملية التبخير التي تحدث في البحار والمحيطات.