يقول الله عز وجل الكبرياء ردائي، في حديث صحيح رواه أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعني أن الترفع والشرف والكبرياء لله وحده، ولا يجوز لعباده أن يصفوا أنفسهم به.

الكبرياء ردائي من نازعني

معاني مفردات الحديث هي:

  • نازعني: وصف نفسه بهذه الصفات.
  • قذفته: قمت برميه بلا مبالاة.
  • قصمته: أي كسرته، وكل شيء تم كسره فقد قصمته.
  • لا أبالي: لا أهتم لأمره.

مفهوم حديث الكبرياء ردائي

جاء الحديث بصورة نهي عن الاستعلاء والتكبر، ويعني أن:-

  • الكبرياء هي صفات يتصف بها الله سبحانه، وهي تخصه.
  • لا يمكن أن يتصف بها أي مخلوق على الأرض.
  • لا يمكن أن يشاركه أحد فيها.
  • ذكر الرداء والإزار مثالًا لذلك، فمثل أن الإنسان يلتصق بالرداء والإزار وهما يخصانه.
  • لا يمكن أن يقوم بمشاركتها مع شخص، فإن هذه الصفات تخص الله.
  • هما يعدان خصائص لإلاهيته وربوبيته، ومن قام بادعاء ذلك ودعا الناس إلى تعظيم وتكبير أي شخص فسوف يعاقبه الله.
  • لا يعني هذا الحديث أن لله رداء وإزار من نفس ما يمتلكها البشر، بل إنه نص على نفي ذلك المعنى.

جاء فقط تشبيهًا للكبرياء والعظمة، والمقصود لا يمكن وصف هذه الصفات لأحد غير الله.

قسمته ولا أبالي

ذكر الله كلمة قصمته التي تعني كسرته بأن من يدعي أن هذه الصفات تخصه، فسوف:-

  • يذله الله ويعذبه، ولن يبالي الله لشأنه بل سوف يترك له عذاب عظيم، لأنه تعدى على صفات يملكها الله وحده دون خوف منه.
  • أول ذنب تم المعاقبة عليه هو التكبر، حين تكبر إبليس عن السجود لآدم، لذلك فقد عاقبه الله، ولعنه.
  • أما آدم فإنه لم يتكبر بل أغوته الشهوة، ومن كانت معصيته في الشهوة، فكان له مغفرة، لذلك غفر الله له.

قد تم ذكر أن باقي الحديث فمن نازعني فيهما قصمته لا أبالي، وقد جاء فمن نازعني واحد منهما قذفته في النار، وكلاهما يعني تلقي العذاب.

الكبرياء ردائي الدرر السنية

حديث الكبرياء ردائي رواه أبي هريرة، وهو حديث صحيح الجامع، المحدث الألباني، الصفحة 4309.

وصف الله عز وجل أن العظمة إزاره، والكبرياء رداؤه، مثل باقي صفاته، ومن الواجب الإيمان بها وتصديقها.

الشيخ عبد المحسن ومعنى الحديث

سؤل الشيخ عبد المحسن العباد عن المقصود من حديث الكبرياء ردائي، فأجاب: أنه لا يثبت صفة الرداء والإزار.

لكنه بيان على اختصاص الله عز وجل، أي أنه مثلما يستعمل الإنسان الرداء والإزار، فإن الله من صفاته الكبر والعظمة.

لكن لا يمكن قول أن من صفات الله الرداء والإزار، بل يقال أن الكبرياء والعظمة ردائه وإزاره.

اقرأ: كلكم راع وكل راعِ مسئول عن رعيته و شرح مفصل للحديث

معني ردائي

الرداء هو ما يتم لبسه فوق الثياب كالعباءة، والجبة، وهو الوشاح، ورداء الشمس هو نورها، ورداء المساء هو ظلامه.

معنى إزاري

الإزار هو الثوب الذي يحاط به الجزء السفلي من الجسم، وتعني بالنسبة للنساء الملحفة، فهو ثوب تتخذه المرأة لحاف لها.

يعني ما يأتزر به الإنسان حتى يستر عورته، فهو يتم لبسه في الأغلب بين السرة وحتى الركبة، لكي يتم ستر العورة.

الفرق بين الكبر والكبرياء

الكبرياء ردائي

الكبر هو إظهار العظمة، ويعني رفع المكانة فوق الاستحقاق، وهو في:-

  • صفات الله : مدح، فهو يدل على عظمة شأنه.
  • صفات الإنسان:- فهي ذم، فتعني أنه شخص متكبر ومتعاٍل على غيره، ويفعل ذلك حتى يظهر أفضل من غيره.

قد نهى الرسول الكريم عن الكبر، فعندما أتى إليه رجل وقال، إن الرجل يفضل أن يكون نعله حسن، وثوبه حسن.

رد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، “الكبر بطر الحق وغمر الناس”، ويقول في حديث صحيح “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.

أما الكبرياء يعني الملك، والعزة، وذلك استشهاد بقوله تعالى “وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ”، أي السلطان.

الفرق بين العظمة والكبرياء

الكبرياء ردائي

الكبرياء تعني الملك والعظمة فهي لله وحده والكبرياء والعظمة هما صفتان يتصف بها الله ولا يمكن مشاركة أحد فيهما.

  • فلا يمكن للإنسان أن يوصف بهما فصفة أي مخلوق التذلل والتواضع، ومعنى عظمة فهي جلال وفخامة.
  • قد تأتي العظمة دليل على كبر الشيء وتضاعف حجمه مثل ذكر عذاب عظيم في القرآن، أو تأتي لتفضيل شيء، مثل كلمة أعظمها.