في خضم الأيام التي نعيش فيها، نرى أن العبارات والأقاويل تنتشر بكثرة، لذا سنسلط الضوء اليوم على مقولة ا”لبر لا يبلى”، كما سنتطرق معكم إلى الحديث عن مدى صحتها وهل هي حديث صحيح أم لا، وما المقصد من هذا القول، فإذا كنت من المهتمين، عليك قراءة المقال.
البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت افعل ما شئت كما تدين تدان
- لابد من التمحيص أولًا قبل السير وراء أي أقاويل، لاسيما المتعلقة بالشرع.
- وذلك من أجل التعرف على صحة ودلالة هذه العبارات قبل الإفصاح عنها للغير.
- كما هو الأمر بالنسبة لقول “البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت افعل ما شئت كما تدين تدان”.
- فهذه العبارة صحيحة، يمكن التلفظ بها من قبل أي شخص، ونرجو أن ينال جزاءه من المولى على مر الزمن.
- ولكن الغير مسموح به هنا هو اسناد هذه العبارة للأحاديث وهذا ما يجب على علماء الدين القيام به.
- حيث ينبغي عليهم توعية الناس بما هو صحيح حتى لا يقع عليهم وزرًا عند نقل هذه الأقاويل.
- ومن الجدير بالذكر أن عبارة كما تدين تدان كانت في البداية من ضمن الأمثال التي استخدمها العرب والمقصد منها أن الإنسان كما يفعل بحياته سيفعل به.
صحة حديث كما تدين تدان
- لقد أقر الدكتور محمد الجندي أن حديث “البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان” حديث ضعيف.
- ولا يعني كثرة ترديده في المساجد أنه حديث صحيح ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم، كلا وحاشا.
- فالحديث الضعيف يبقى ضعيف حتى ولو تداول وتناول من قبل الكثيرين.
- كما أشار أن ما يقوم به البعض من تلميحات أو إثباتات كلها لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ويرغبون في إثبات صحة الحديث، ما هي إلا ضرب من التلفيقات والتدليس.
- بالإضافة إلى أنه أوضح مدى أهمية أن يقوم الأئمة بتوضيح معاني هذا الحديث في خطبة الجمعة وبيان ما فيه من معانٍ جميله، لكن دون اسناده للنبي صلى الله عليه وسلم.
- كما استطرد قائلًا أن البعض يعتقد أن هذا القول يرجع إلى أبي الدرداء رضي الله عنه عندما قال “البر لا يبلى والاسم لا ينسى والديان لا ينام فكن كما شئت فكما تدين تدان”.
- وهذه المقولة تعني أن كل شخص سيجزى على عمله الذي فعله بغيره، وهناك شواهد كثيرة من القرآن الكريم على ذلك.
الخير لا يبلى والشر لا ينسى والديان لا يموت
وقد يجهل الكثيرون معنى الخير لا يبلى والشر لا ينسى والديان لا يموت، لذا عمدنا إلى شرح هذه العبارة لكم، لتحقيق الفائدة تامة:
الخير لا يبلى
- وهذا يعني أن الخير الذي يفعله الإنسان طيلة حياته يظل محفوظًا عند الله سبحانه وتعالى.
- فالله تعالى لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى.
- حتى وإن نسي الإنسان هذا الخير ولم يعد يتذكره، فالله جل وعلا قد نُزه عن النسيان.
الشر لا ينسى
- أي أن الشر الذي تعرض له الشخص في مسيرة حياته لا ينساه الله سبحانه وتعالى.
- حتى يجازي الظالم على فعله ويعطي للمظلوم حقه كاملًا في الدنيا قبل الآخرة.
- بل قد ينسى الظالم أنه قد تعرض للظلم، أما الخالق تبارك وتعالى “عدل”، يحفظ لكل ذي حق حقه.
الديان لا يموت
- الديان هو الله عز وجل، الذي حرم الظلم على نفسه، وحرمه بين عباده.
- ومن المعروف أن الموت هو الحقيقة التي لا يختلف عليها كل البشر.
- والموت في حق كل الكائنات حقيقة ثابتة، أما في حق المولى عز وجل فهو مستحيل.
- ذلك أنه هو الحي الذي لا يموت كما قال عن نفسه.
قصة الديان لا يموت
أما عن قصة الديان لا يموت فهي كما يلي:
- يحكى أنه كان هناك أحد المحببين لجارته لدرجة كبيرة.
- لكنها كانت تحفظ نفسها وتعرض عنه باستمرار.
- فطلب من زوجته أن تدعوها للخروج معهم.
- وأثناء التنزه طلب من زوجته الذهاب لحقل النعناع، وأخذ يعرض على جارته مبالغ مالية لكي يتودد إليها فسيارته حتى تأتي زوجته.
- وبعد ذلك صرخت وجاء من يساعدها.
- وعندما شرحت المرأة للرجل الذي ساعدها المشكلة، نعت الرجل بالغبي( وقال له تدفع كل هذا المال لهذه المرأة وهناك امرأة تهب نفسها مجانا للجميع توجد بحقل النعناع!.